يوم زفاف للكاتب فرحات الجندى
بقلم: فرحات جنيدى نظرت فى إستحياء فتعجبت ثم إبتسمت وتنهدت ثم ضحكت ومن خلف ستار خلعت الحجاب من على رأسها ثم خلعت فستانها، وأمسكت بالمرآة تنظر إلى نهديها الصغيرين، وترفع يدها وتلمس شعرها فشردت لحظة تفكر فيه كيف سيكون معها وكيف ستغيب عن البيت، كيف ستغيب ويغلق عليهما باب، ويأتي الليل دون أن تذهب إلى فراشها بجوار إخوتها ، وكيف تختلط أنفاسها بأنفاسه ويغطيهما غطاءاً واحداً . إنتبهت لنفسها على صوت أمها التى تنتظرها خلف الستار . نعم يا أمي أنا آتية . هيا يا إبنتي قبل أن تشرق الشمس، ويزدحم البيت بالنساء أخرجي فلا أحد غيري أنا وأختك فى الغرفة فلا تستحي. أنا آتية لكن أعلق فستاني على المسمار حتى لا يقع على الأرض . خرجت من خلف الستار رأسها إلى أسفل وعيناها تنظر إلى الأرض يميناً ويساراً ثم تنظر إلى أمها فى إستحياء وتنظر إلى أختها وهي تبتسم , ثم نظرت إلى الغرفة ذات الحيطان المزينة بالرسومات الشعبية لطفل يلهو مع طفلة ومركب وجامع وصورة الكعبة المرسومة على الباب وبجوارها رسم بعض الرجال والنساء. نظرت إلى أعلى الغرفة حيث السطح المصنوع من البوص ” عيدان الذرة اليابسة ” وأجزاء من شجر النخيل , ثم جلست على الأرض بقميص النوم الأبيض تفرد ذراعها الأيمن نحو أمها وتفرد ذراعها الأيسر نحو أختها , ومن خليط الماء والسكر والليمون صنعوا لها مذيل الشعر ” الحلاوة ” يضعونه على ذراعيها في رفق ثم يرفعونه إلى أعلي فى رفق , تكتم صرختها حتى لا يسمع أحد من سكان البيت من والدها وإخوتها الصبيان . تنظر إلى أمها وعيناها تخرج منها الدموع لكن الأم تكلمها حتى تشغل بالها لتنس عذاب نزع الشعر.